الخواتم العشرة
نبيل شاب صغير ينتمي إلى عائلة كبيرة تتكون من عشرة أشخاص ( والده ووالدته أخوة وأخوات ) كان نبيل يعيش مع عائلته سعيداً مدللاً فقد كان الأصغر في عائلته .  في يوم من الأيام كان على كل العائلة أن تسافر إلى مكان بعيد لكنهم لم يستطيعوا أن يأخذوا نبيل معهم فكان عليهم أن يتركوه لفترة معينة وحده في المنزل . في يوم السفر ودع الجميع نبيل الصغير وقبل أن ينطلقوا أعطى كل واحد منهم خاتماً لنبيل ليضعه في إصبعه كعربون وإشارة للمحبة التي تجمعهم وكان قد حفر في كل خاتم اسم الذي قدمه ، عند سفرهم كان نبيل يضع في أصابعه عشرة خواتم كتب عليها اسم أخوته وأخواته ووالديه ، خاتماً في كل إصبع .

أصبح نبيل وحيداً ، يعود من المدرسة فلا يجد أحداً في البيت فيأكل وحيداً ، وعندما ينهي دراسته في المساء كان يذهب إلى الفراش وحيداً أيضاً ، لم يكن نبيل سعيداً في حياته هذه ، بدت الحياة مملة وكئيبة .

وفي أحد الأيام عاد نبيل من المدرسة وكان غاضباً وحزيناً ، إذ كان يرغب أن يتكلم مع أحد ما ولكنه لم يجد ، شعر باشتياق كبير لوالديه وأخوته وأخواته ، فراح يبكي لساعات طوال ولشدة بكائه وتعبه نام والدموع في عينيه ، وإذ هو لا يزال نائماً حلم بأنه يبكي بكاء شديداً وشاهد أمامه يسوع وهو يربت على كتفه ويقول له لا تبك يا نبيل فإن عائلتك ستأتي سريعاً لاصطحابك ، وفيما كان هو لايزال يبكي لاحظ أن يسوع يضع في أصابعه الكثير الكثير من الخواتم فسأله : هل تنتظر أنت أيضاً كل هؤلاء الناس الذين تضع خواتمهم في أصابعك وتشعر بالوحدة مثلي ؟؟ فقال يسوع : أنا أضع خواتم الأطفال الذين يشعرون بالوحدة والحزن لأفرحهم وأذكرهم أنني دائماً بقربهم ومعهم ، فهم ليسوا وحيدين معي على الإطلاق . أخذ نبيل خاتماً من إحدى أصابع المسيح ولاحظ أن اسماً قد كتب في داخل الخاتم ، وعند قراءته عرف نبيل أن هذا هو اسمه الذي كتب داخل الخاتم . عندئذ قال له يسوع : عليك أن تتأكد دائماً أنك لن تكون وحدك أبداً ، بل سأكون بقربك على الدوام . استيقظ نبيل من النوم وهو فرح وقد فهم معنى ما رآه .

لوسين كردو
رصد قنشرين

عودة