ماذا بعد الموت ؟
في لوس أنجلوس، في عام 1971 ركب شاب قبطي بسيط مع رجل أمريكي، وكان الوقت بعد منتصف الليل، وقد دار بينهما   الحديث التالي:

- أين أنت ذاهب؟

- إلى الكنيسة القبطية في شارع روبرتسون Robertson Ave.

- هل أنت مجنون؟ أتُقام صلوات في مثل هذا الوقت؟

- إنها ليلة سبت الفرح التي تسبق عيد القيامة.

- قل الحق... هل أنت ذاهب إلى حانة؟

- لا، بل إلى الكنيسة . بعد فترة صمت طويلة، سأل القبطي الأمريكي: "ما هي ديانتك؟" فسخر به الأمريكي، متطلعاً إليه كشابٍ متخلفٍ... ثم عاد الصمت قليلاً، بعدها سأل القبطي: "لو أنك بعد الموت وجدت الله، فماذا تفعل؟" هنا صمت الأمريكي حتى بلغ إلى الكنيسة، حيث سأل الأمريكي إن كان يمكن أن يدخل معه إلى هذه الكنيسة الساهرة.

بالفعل رأيناهما داخلين، وقد دهش الأمريكي حين وجد شعباً كثيراً يتعبد لله في تلك الساعة؛ وبدأ يبكي، طالباً من القبطي أن يفتقده ليحدثه عن الله.

الإنسان الأمين مع نفسه وإن ألحد عندما يواجه حقيقة الموت يقول في نفسه سراً: "ماذا أفعل إن التقيت مع الله؟" لهذا السبب تحاشى الشيوعيون المُلحدون في كتبهم الحديث عن الموت إلى حد كبير. وقيل إن لينين كتب رسالة لصديق له بعد وفاة ابنه بعشرين عاماً يكشف فيها عن فقدانه السلام، ويحسب كأن ابنه قد مات حديثاً. لم يكن للزمن أن يهبه تعزية في موت ابنه!وُجدت قطعة شعرية كتبها جندي مُلحد آمن ليلة استشهاده في الميدان، سجلها كوستِىِ بندلي في كتابه: "السبل إلى الله"،

"اسمع يا إلهي، إنني لم أكلمك قط قبل الآن...

لقد قيل لي أنك غير موجود.

وأنا عندئذ كأبله صدقت ذلك.

في الليلة الماضية، من حفرة القنبلة التي كنت فيها،

كنت أرى سماءك.

لذلك تحققت جيداً أنهم كذبوا علىَّ...

إنني أحبك كثيراً، وأريد أن تعرف ذلك.

أنظر، سوف تحدث معركة هائلة.

ومن يدرى؟ يمكن أن أوافيك في هذه الليلة...

أمر غريب! منذ أن تعرفت إليك لم أعد أخاف الموت".

* "الذين يعيشون في الملذات يهابون الموت، أما الحزانى فيترجونه لكي يرحلوا سريعا".

رصد قنشرين

عودة