أمي ... أعلم أنك مصابة ومتألمة
قصة ام ...لم تمت بعد موت ولديها
بل ثابرت وجاهدت بعد فقد ابنائها
  لم تضعف, لم تهن, لم تسقط فى بئر اليأس
بل ثابرت مكافحة ناسية الامها واوجاعها

اليوم
قصتي معكم
مع ماما نونا
فدعونا نذهب اليها
لنرى ماذا فعلت تلك الام
وكيف استطاعت ان تعيش ايامها
بعد فقدان ولداها

غريغوريوس:امي اعلم انك مصابة متالمة بداخلك
لا تنطقين
موت اخي واختي وابي قد انهكك
ولكني عندما اتي اليك
دائما اجد نظرة الشكر والحمد وعدم الاستسلام
ودائما تدفعني تلك النظره للامام
 

الام نونا:ابني ان الله قد اعطاني ثلاث ابناء
انت وشقيقك قيصاريوس وشقيقتك جورجينا
ووهبتكم ذات التعاليم والمحبة
ولكن الله اراد ان يأخذ وديعتين مما احمل له عندي
فاخذ شقيقتك وشقيقك
وتركك لي لانه يعلم ان ورائك ما هو اهم واشمل
من اهتمامك بي
تركك لانه يعلم انك اللاهوتي
الذى سيدافع عن لاهوت الهنا
فتقوى يا ولدى واترك اى شئ يستطيع
ان يحيلك عن التحدث بالروح القدس
وافهام الناس المعنى الصواب للاهوت

غريغوريس:دائما امي ....منذ كنت طفلاً صغيراً
لم اجدك يوما تتزينين بمساحيق التجميل
انما اراكي تتزينين بتشريف صورة الهنا
وربنا الحي بجسدك ونفسك وروحك
فدائما زينتكي تكون امامي كمنهاج لحياتي

لم تكلي يوما او تشتكي وانت ترين احفادك امامك
وليس لهم اب او ام
بل تساعدينهم وتعلميهم كيف يشكرون الله
بكلمات النعمة

انت زينة حقاً للنساء يا امي
الام نونا:ابني غريغوريس ..اعلم انك فضلت حياة البتولية عن اي حياة اخرى لتكون مع المسيح
فلم ارد ان اشغلك عن حياتك مع ابناء اشقائك الايتام
فعش حياتك التي وهبتها لالهك
وساعد القديس باسيليوس فى تحطيم اي بدع كالاريوسية وغيرها
ابني الحبيب انت ثمره جهاد ابيك غورغوريس الكبير
الذى ترك الوثنية واستمر يجاهد فى المسيحية
حتى مثالا حيا للمسيحية
حتى ان الشياطين كانت تهرب منه
بمجرد رؤيتها ظله
فاكمل مسيرتك يا ناطق الالوهيات
ولا تلتفت لما يعرقل حياتك و جهادك

اخواتي
عاشت تلك الام تساعد احفادها فى العيش
بلا والدين وتقويهم
وتساعد ابنها فى رسالته الالهية
لم توقف عقارب ساعتها على موت اولادها
بل استمرت بحياتها وحياة احفادها
حتى اكملت جهادها
وتنيحت بعد ان اكملت السعي الحسن

اخواتي
هذه....هى ماما نونا
والده القديس غريغوريوس
الناطق بالالوهيات
التي مات ابنها وابنتها
ثم تلاهم زوجها
ولكنها لم تيأس بل اكملت السعي الحسن والجهاد
الله يعطينا نعمه الصبر والشكر والكفاح

رصد قنشرين

عودة