لأنه بالدينونة التي تدينون تدانون
سافر فلاح من قريته الى مركز المدينة ليبيع الزبد الذي تصنعه زوجته. وكانت كل قطعة على شكل كرة كبيرة تزن كل منها   كيلوغراماً واحداً .  باع الفلاح الزبد لبقّال اعتاد ان يتعامل معه، فاشترى منه ما يحتاجه من سكر وزيت وشاي ثم عاد الى قريته.

 أما البقّال فبدأ يرصّ الزبد في الثلاجة، عندما خطر بباله أن يزن قطعة منه واذ به يكتشف انها تزن 900 غرام بالكمال والتمام لا أكثر... وزن الثانية، ووجدها مثلها وكذا كل الزبد الذي احضره الفلاح.

 في الاسبوع التالي، حضر الفلاح كالمعتاد ليبيع الزبد فاستقبله البقال بالصراخ: «انا لن اتعامل معك مرة اخرى، فانت رجل غشاش، لان كل قطعة من الزبد الذي بعته لي تزن 900 غراماً وليس كيلوغراماً كما يجب أن تكون، وهو ما تحاسبني عليه! »

 هزّ الفلاح رأسه بأسى وقال «لا تسئ الظن بي يا سيدي، فنحن أناس فقراء ولا نمتلك وزنة كيلوغرام، فانا عندما آخذ منك كيلوغرام من السكر أضعه على كفة ميزان وأزن الزبد في الكفة الاخرى! »

 لقد دان هذا البقال الفلاح المسكين رغم علمه اليقين بأنه هو وليس غيره من يجب أن يدان.
 دعونا نحاسب أنفسنا، بل نشن حرباً على أنفسنا كلما وجّهنا لوماً أو إدانة لأي كان ولأي سبب كان. وعندما تبدأ معركة المرء مع ذاته عندها يكون على طريق التوبة الصحيح.

 دعونا أحبتي ننقش هذه الآية العظيمة في قلوبنا لكي لا ننسى ما حيينا بأنه: { لا تدينوا لكي لا تدانوا، لأنه بالدينونة التي تدينون تدانون، وبالكيل الذي تكيلون يكال لكم ويزاد. } (مت 2 :7 )


 
رصد قنشرين

عودة