اللصوص الثلاثة
عاش ابونا مينا المتوحد بالطاحونة التي لم يكن يحيط بها سوى طواحين هواء مهجورة ومن حوله الزواحف واللصوص الذين   كانوا يلجأون لسفح الجبل كيما يخفوا مسروقاتهم او يروجوا لبيعها بعيداً عن اعين رجال الامن . ولما كان وجود الراهب المتوحد بالطاحونة يسبب ازعاجاً لهؤلاء اللصوص خاصة وان ابناءه كانوا يصعدون التل كل يوم مما كان يقلقهم ويلقي الرعب في قلوبهم .. لذا فكروا في التخلص منه بطريقتهم الخاصة . وفي ليلة قرع ثلاثه منهم باب الطاحونه طالبين كوب ماء فلما دخل ابونا مينا لاحضار كوب الماء فاجاؤه بضربه غادرة على راسه سقط على اثرها مغشيا عليه والدم ينزف منه بغزارة.

وكعادته استنجد بشفيعه مارمينا الذي لم يفارقه ابدا فزحف نحو ايقونه مارمينا ووضعها فوق الجرح فتوقف النزيف في الحال . ثم اغلق باب الطاحونه ونزل الجبل وظل يواصل سيره حتي وصل مستشفى هرمل وهناك اجروا له الاسعافات اللازمة. والعجيب انه بعد عدة ايام جاءه احد اللصوص الثلاثه يطلب منه الصفح والمغفرة على ما اقترفه من اساءة . اما الاثنين الاخرين فقد لقي احدهما حتفه عندما صدمه قطار حلوان بعد هبوطه من التل والاخر قبض عليه في قضية سابقة. بركته وبركة شفيعه تكون معنا دائما امين.

رصد قنشرين

عودة