سلة الفحم |
"كان هناك رجل متدين يعيش في مزرعة مع حفيده الصغير. وكان الجد يصحو كل يوم في الصباح الباكر ليجلس و يقرأ الكتاب المقدس . وكان حفيده يتمنى أن يصبح مثله في كل شيء. لذا فقد كان حريصا على أن يقلده في كل حركة يفعلها وذات
يوم سأل الحفيد جده: يا جدي،إنني أحاول أن أقرأ الكتاب المقدس مثلما تفعل، ولكنني كلما حاولت أن أقرأه أجد إنني لا أفهم كثيراً منه ، وإذا فهمت منه شيئاً فإنني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق الكتاب المقدس! " فما فائدة قراءة الكتاب المقدس إذن؟! كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة ، فتلفت بهدوء وترك ما بيده، ثم قال..
خُذ سلة الفحم الخالية هذه ، واذهب بها إلى النهر ، ثم ائتِني بها مليئة بالماء! ففعل الولد كما طلب منه جده، ولكنه فوجئ بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت، فابتسم الجد قائلاً له: " ينبغي عليك أن تُسرع إلى البيت في المرة القادمة يا بُني"! فعاود الحفيد الكرَّة،وحاول أن يجري إلى البيت ... ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرة! فغضب الولد وقال لجده،إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء ، والآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءً . فنظر الجد إليه قائلا ً: " أتظن أنه لا فائدة مما فعلت......؟" فلما رأى الجد الولد مندهشاً ، قال له : "هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ الكتاب المقدس ..... قد لا تفهم بعضه، وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته ..... ولكنك حين تقرؤه سوف تتغيرللأفضل من الداخل والخارج ، تماما ًمثل هذه السلة!" |