الكوخ المحترق
هبت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر فأغرقتها. ونجا بعض الركاب، منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة. ما كاد الرجل يفيق من إغمائه ويلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم. 

مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر وما يصطاده من أرانب، ويشرب من جدول مياه قريب وينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمى فيه من برد الليل وحر النهار.

و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة. ولكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها. فأخذ يصرخ: "لماذا يا رب؟ حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لى شئ في هذه الدنيا وأنا غريب في هذا المكان، والآن أيضًا يحترق الكوخ الذي أنام فيه. لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى علىّ؟!"

و نام الرجل من الحزن وهو جوعان، ولكن في الصباح كانت هناك مفاجأة في أنتظاره...إذ وجد سفينه تقترب من الجزيرة وتنزل منها قاربًا صغيرًا لإنقاذه. أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه فأجابوه: "لقد رأينا دخانًا، فعرفنا إن شخصًا ما يطلب الإنقاذ".

أحبائى:
إذا ساءت ظروفك فلا تخف، إن الله يعمل في حياتك. وعندما يحترق كوخك أعلم أن الله قادم لإنقاذك.

"لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك.. بفيضان الغضب حجبت وجهى عنك لحظة وبإحسان أبدى أرحمك قال وليكِ الرب" (اش 54: 7، 8).

عودة